الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

مشكلة المشاكل



تكلمت في المقال السابق عن الصوره الحقيقيه للإنسان المثقف .. وكنت أنوي أن أتكلم في هذا المقال عن تشويه الاعلام الغربي لصورة المثقف ، ولكن المقال السابق قد أوضح بطريقه كافيه هذه الصوره ..تشويه صورة الانسان المثقف ليست في صالح أحد بالمره .. هي رسالة تخريبيه أخرى تضاف لقائمة الجنس والشذوذ والعنف والماديه التي تبثها أمريكا كل يوم على العالم كله بما فيه مواطني أمريكا أنفسهم ..
الثقافه تتراجع للوراء في ظل الماديه العنيفه التي تطيح بالعالم أجمع هذه الايام .. وهي ليست مادية مكتشفات او مخترعات .. بل هي للأسف ماديه أكل وشرب ومسكن و جنس .. تلك الامور الاربعه من أهم مقومات الحياه الرئيسيه .. ولكن الطمع فيها هو الذي يضر .. النهم في الاكل والمحافظه على ارتفاع اسعاره .. حرب المياه التي بدأت تلوح في الافاق الافريقيه بدعم اسرائيلي واضح .. المساكن التي ارتفعت اسعارها بطريقه مجنونه في الوقت الذي يعطي فيه الحزب الحاكم الاراضي بالمجان للمستثمرين .. النهم للجنس خارج اطار الزواج .. بل وخارج إطار الطبيعه الانسانيه .. كل هذا الطمع لم يعد يسمح بأي شعاع ضوء يتسلل إلى عقولنا .. فمن سيتوقف قليلاً ليلتقط أنفاسه مع كتاب أو فيلم وثائقي او فسلفه معينه سوف يتم دهسه تحت الاقدام .. لن يحصل على الطعام او الشراب او المسكن او الزواج لأن الناس تهجم على تلك الاشياء بكل طمع .. من يتمهل لن يصيب نصيب .. هذه هي القاعده الشيطانيه ..
إننا في هذه الفتره من الزمن نحتاج أكثر ما نحتاج أن نصبح خمسه وثمانون مليون nerd ، خمسه وثمانون مليون مثقف .. هذا هو الحل الوحيد لكي نستطيع ان نستمر في حياة مثاليه حقيقيه .. حياه لها معنى .. حياه مفعمه بالكرامه .. مفعمه بالخير .. حياه فيها الانسان له قيمه وله شرف .. انني مللت من مشاهدة أرشيف صور وفيديوهات دول العالم من حولنا وهي تقوم بعمل تعديل وراثي في نبات الطماطم لتنتجه مربعاً بينما سعر الطماطم في مصر وصل إلى عشرة جنيهات للكيلو .. أو تقيم دول العالم المعارض لأشكال الخبز وفنونه بينما نحن هنا نتصارع أمام شبابيك المخابز على الخبز .. أفقر وأدنى أنواع الخبز على الاطلاق .. لقد مللت من مشاهدة البشر في كل بقعه متحضره من بقاع الارض تعيش في منزل جيد بموارد جيده ونحن هنا في مصر نصف منازلنا بلا صرف صحي او مياه صالحه للشرب ..
الحل الوحيد هو القراءه .. كلمة إقرأ لم تكن أول كلمة في القرآن عن طريق الصدفه .. إن القرآءه هي السبيل الوحيد لنا لكي نخرج من تلك الزنزانه التي نحيا بها ..

إنني اندهش من الحال الذي وصل إليه العرب في كل مجالات المعرفه .. حتى المجال الذي كنا أسياده في يوم من الايام .. مجال الفلك .. إننا في عصر إتجه فيه الانسان لغزو الفضاء ولا نستطيع أن نتفق على بداية رمضان أو بداية العيد .. كيف هذا وقد كنا نلعب بأسرار الكون والمجرات بين أصابعنا منذ مئات السنين .. كيف وقد أطلقنا أسماء عربيه على النجوم والكواكب من حولنا لا تزال متداوله في كل لغات العالم حتى الآن .. إن من رحمة الله بنا أن جعل جميع الدول العربيه تقع في نطاق زمني يكون الفرق فيه بين أول دوله عربيه من الشرق وآخر دوله عربيه من الغرب هو تسع ساعات .. أي أننا نتشارك جميعاً في ليل واحد .. فكيف نسمع أن كل دوله تتأخر في الصيام أو الافطار عن الدوله التي قبلها .. أقسم لكم أن إختلافنا على أمر بسيط كتحديد ظهور الهلال هو مسار سخرية من جميع شعوب العالم وجميع متبعي الاديان الاخرى .. هناك فيلم تسجيلي شاهدته من فتره إسمه (كيف غير اليهود العالم؟) يوضح لك أن تسعون بالمائه من الاختراعات الحديثه هي انتاج يهودي .. تسعون بالمائه من عباقرة العالم في العصر الحديث هم من اليهود .. أين نحن من كل هذا وقد كنا أسياد الاختراعات و مهد العباقره؟..
إنني أخاف أن نترك الدنيا وما قدمنا للإسلام شيء .. ماذا سنقول لله حين نقف أمامه يوم القيامه .. سوف نقول نحن كنا محسوبين على الاسلام .. سوف نقول نحن شوهنا صورة الإسلام .. سوف نقول نحن كنا الحمار يحمل أسفاراً ..
أرجو أن يوفقني الله في هذه المدونه على متابعة كل جديد في عالم التقدم العلمي .. على بذل كل مجهود لكي يخرج أحد زوار المدونه مستفيداً ولو بمعلومه .. وهذا دورنا جميعاً .. أن ننقل لبعضنا البعض المعارف .. أن نهدي بعضنا البعض الكتب والمقالات .. حتى نستطيع أن نرفع رأسنا إلى السماء بفخر .. وأن نمحي سحنة الذل التي أصبحت مرسومه على جبين كل عربي في هذا العصر الأغبر ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق